يرتبط مصطلح “العلمانية” لدى المواطن العربي (سواءً كان مؤيداً أم معارضاً لها) بعلاقة سلبية مع الدين من قبيل الفصل أو التضاد، فالمؤيدون للعلمانية ينظرون بريبة لحضور الدين في الحياة العامة، ويفضّلون بقاءه بعيداً محصوراً ضمن نطاق الحياة الشخصية للفرد، لذلك ترتبط العلمانية بالنسبة إليهم بمفهوم الفصل: الفصل بين الدين والسياسية، الفصل بين الدين والتعليم، إلخ. في المقابل ينظر المعارضون للعلمانية على أنها أيديولوجيا عدائية تجاه الدين، بل ويربطها بعضهم بالإلحاد المطلق، لذلك تصبح العلمانية في نظرهم ضد الدين.
لا بد وأن هذا البعد السلبي لعلاقة العلمانية بالدين يرجع بدرجة كبيرة إلى طبيعة التيارات العلمانية الغربية الأكثر تأثيراً على العالم العربي، والتي ساهمت بالتالي إلى نحوٍ بعيد في صياغة مفهوم العلمانية لديه، على رأس هذه التيارات تأتي العلمانية الفرنسية (والتي تعرف في بلاد المغرب العربي باللائكية)، وقد طبق هذا النموذج إلى حدٍّ بعيد في تركيا المجاورة على يد مصطفى كمال أتاتورك (العلمانية الكمالية)، كما تم تطبيقه إلى حدٍّ ما في تونس على يد الحبيب بورقيبة، وقد أثر كذلك على العديد من الأنظمة السياسية العربية التي خلفها الاستعمار الفرنسي.